الأربعاء، مارس 24، 2010

مسؤول كويتي يكشف كيفية وفاة فيصل الحسيني


مسؤول كويتي يكشف كيفية وفاة فيصل الحسيني




24/03/2010 08:28:00


تلفزيون نابلس-

 إثر اغتيال المسؤول عن الجناح العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في دبي بواسطة الموساد وفق الشواهد التي رافقت واقعة الإغتيال، أثار عبد القادر الحسيني نجل القيادي الراحل في حركة فتح والمسؤول عن ملف القدس في الكويت فيصل الحسيني قضية وفاة والده مرجحاً أن يكون الموساد اغتاله.

وأعلن في وقت سابق من خلال تصريحات صحفية لجريدة القبس الكويتية نيّته بالتقدم بطلب إلى السلطة الفلسطينية ليطلب من خلالها من السلطات الكويتية إعادة فتح التحقيق مجددا في مسألة وفاة والده مشككاً بوفاته طبيعياً.
وفي هذا الإطار كشف الناشط السياسي أنور الرشيد أمين عام مظلة العمل الإجتماعي "معك" في تعقيب له إلى جريدة القبس ما أثير وما يعرفه بشان هذه القضية. حيث استغرب الرشيد ما تردد أخيرا بشأن الربط بين اغتيال المبحوح في دبي أخيرا، ووفاة الحسيني في الكويت عام 2001، باعتباره من دعا الحسيني لزيارة الكويت للمشاركة آنذاك في مؤتمر مناهضة التطبيع، وباعتباره أحد الشهود على ظروف تلك الوفاة التي حدثت جراء نوبة قلبية حادة.


وأبرز ما جاء في "شهادة التاريخ" التي نشرتها القبس اليوم حيث استبعد الرشيد ضلوع الموساد وقال: "هذا الامر يجب علينا ان نحتاط له حيطة أكثر من اللازم، وذلك لسبب بسيط وهو ان فيصل الحسيني من سكان القدس ويد الموساد الاسرائيلي قريبة منه كثيرا واقل كلفة".
وأضاف أن "الدعوة وجهها شخصياً للمرحوم الحسيني قبل تسعة اشهر من قدومه الى الكويت بمناسبة انعقاد المؤتمر الشعبي لمحاربة إسرائيل، الذي كان من المقرر انعقاده بالكويت في 31 مايو 2001 وكل المحاولات التي جرت لاثنائه عن الحضور باءت بالفشل".
وبعد وصول فيصل الحسيني الى الكويت، يرافقه رامي طهبوب وشريف الحسيني وناصر الغوص وهو مرافق أمني شخصي للمرحوم، بتاريخ 29 مايو فاستقبله الرشيد في المطار، حيث عقد مؤتمرا صحفيا ذكر فيه أنه في الكويت لكسر الجليد".


وفي اليوم التالي أعد له جدولا مزدحما لزيارة العديد من المسؤولين أبرزهم لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب السابق محمد الصقر، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح، رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، ولقاء في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، وآخر مع الراحل الشيخ سالم الصباح، إضافة إلى اللقاء بتلفزيون الكويت، كما طلب بعض الأخوة الحاضرين للمؤتمر لقاء المرحوم فيصل للحديث معه ورحب بذلك، وجلس معهم ودار حديث طويل بينهم حتى ساعة متأخرة من الليل.
وفي صباح اليوم التالي وقبيل انعقاد المؤتمر وصل الرشيد إلى الفندق حيث ابلغ أن الحسيني بحاجة لإسعاف فبعد أن طلب له سيارة الإسعاف توجه مباشرة إلى غرفته" ووجدت الضابط الكويتي المكلف بحراسة الحسيني يجلس على الكرسي، الذي وضع خصيصا أمام باب غرفته لحمايته، وصبحت عليه ووجدت الباب مفتوحا وعندما دفعته للداخل وجدت الدكتور أحمد الخطيب والراحل علي سلامة في صالة الاستقبال في حالة صدمة، فسألت الدكتور الخطيب ما الذي يجري؟ وكيف حال فيصل؟ فقال بالحرف الواحد وبطريقته الخاصة: "الريال مات" فصعقت، ماذا تعني مات يا دكتور؟ هل مات فيصل؟ وكيف؟ والتفت إلى علي سلامة، وإذا به في حالة شرود وذهول، فقال الدكتور الخطيب بالحرف الواحد: "إنها السكتة ومن زمن لا يقل عن ست ساعات لأنه متيبس" فذهبت إلى غرفة فيصل لعدم تصديقي للموقف، وألقيت نظرة عليه وهو ممدد على السرير بكامل ملابسه، ولم ألحظ أي شيء غريب"، "فرجعت إلى الدكتور الخطيب وقلت له: ما العمل؟ فقال بلغ الجماعة، وخرجت خارج الغرفة، ووجدت ضابط الأمن الكويتي جالسا على كرسيه، فقلت له ابلغ الجماعة أي وزارة الداخلية، وكانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف تقريبا".

في هذه الأثناء كان أعضاء أمانة مؤتمر محاربة التطبيع يعقدون اجتماعا قبيل موعد الافتتاح في إحدى الغرف، فاتصل الرشيد بالأخ عبد الرحمن الحمود، فأبلغه بالخبر. وما هي إلا دقائق حتى وصل رجال الطب الشرعي، ومسؤولو الداخلية إلى غرفة فيصل، وسأل أحد الضباط عن ناصر الغوص المرافق الشخصي للحسيني كان يشاركه السويت، أي أن ناصر هو الحماية الشخصية لفيصل، وكان ينام معه في الغرفة نفسها ودخل عليه وسأله بعض الاسئلة، ومن ثم نقل الجثمان إلى الطب الشرعي، واتصل وكيل وزارة الداخلية آنذاك اللواء ناصر العثمان بشقيق فيصل الدكتور موسى الحسيني في عمان، وأبلغه بحالة الوفاة الطبيعية، وطلب منه إن كانت العائلة ترغب في إجراء تشريح للجثمان، فرفض الدكتور موسى ذلك، وقال إننا على ثقة تامة بأن ذلك قضاء وقدر، لذلك لم يشرّح الجثمان.

وأضاف أمين عام مظلة العمل الاجتماعي "معك" أنه وفي أثناء نقل الجثمان من الفندق إلى الطب الشرعي أخذت الوفد المرافق للحسيني وجلسنا في قاعة رجال الأعمال، وكانت قناة الجزيرة قد وصلها الخبر، وأذاعته واتصلت بالمدعو جبريل الرجوب، فسأله المذيع جمال ريان قائلا له: هل ستطلبون تشريح الجثمان للتأكد من حالة الوفاة؟ فرد عليه بالحرف الواحد:لا نريد الأيادي أن تمس جسده الطاهر، فما كان من رامي طهبوب إلا أن انتفض عليه بألفاظ شديدة القسوة مع ثورة هيجان غير عادية، "فهدأته وقلت له يا رامي الآن المطلوب منكم أن تبينوا الحقيقة للناس، وكان جواد بوخمسين جالسا، فقال أنا سوف احضر تلفزيون الكويت، لتجروا مؤتمرا صحفيا، لتبينوا الحقيقة"، وبالفعل حضر تلفزيون الكويت، وأجرى رامي طهبوب وشريف الحسيني مؤتمرهما، وبث على قناة تلفزيون الكويت، وفي المساء كانت هناك طائرة خاصة لنقل الجثمان إلى الأردن، ونقل الجثمان من الطب الشرعي إلى المطار مباشرة، وكان ضمن الحضور في قاعة التشريفات في المطار العديد من المسؤولين والسفير السعودي آنذاك الدكتور احمد بن يحيى، وغادرت الطائرة متجهة إلى عمان برفقة الحسيني وأنا وخلدون الصانع وعبد العزيز الملا والسفير وليد الخبيزي، وكان في استقبالنا في مطار عمان سفيرنا آنذاك فيصل المشعان، وسلم الجثمان وعادت الطائرة إلى الكويت.
ووجه الرشيد رجاء إلى عائلة فيصل الحسيني، قائلاً: "إن كان هناك من يفكر في فتح ملف الوفاة بعد عشر سنوات، فأرجو أن يسأل الدكتور موسى الحسيني شقيق فيصل أولاً، وثانياً يسأل ابن عمه المرافق له شريف الحسيني لأنهما كانا صاحبي القرار آنذاك، وأنا اكتب ذلك للتاريخ وأرجو أن تصل هذه الرسالة لابن المرحوم ليغلق هذا الملف للأبد". ودعا نجله إلى أكمال مسيرة ابيه.
وبعد شهرين من نقل الجثمان إلى الأردن زار الكويت شقيق الحسيني الدكتور موسى الحسيني وشقيقته واحدى السيدات القريبات من الحسيني لتقديم الشكر، وقد اتصل احد المسؤولين بالخارجية الكويتية من الرشيد مرافقة الأسرة الكريمة الذين التقوا في ذلك الوقت بالأمير الشيخ سعد العبد الله رحمه الله وقدموا الشكر الجزيل للدولة على كل ما بذلته، كما التقوا الأمير الشيخ صباح الأحمد ورئيس مجلس الأمة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والعديد من المسؤولين في الدولة شاكرين لهم حسن الاستقبال والضيافة، وقد استمرت زيارتهم للكويت لمدة اسبوع وفرت لهم الجهات المسؤولة بالدولة كل الاحتياجات وكرم الضيافة. وختم الرشيد "هذه هي الحقيقة وهذا أسجله للتاريخ".

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق