الثلاثاء، يونيو 08، 2010

خريجو بيرزيت: أمل وخوف من البطالة

يرزيت 7-6-2010 وفا- نداء عوينه


 
لا يعرف أفراد الفوج الخامس والثلاثين من خريجي جامعة بيرزيت ما ينتظرهم غدا، فبعد أن ارتدوا أرواب التخرج، ورموا القبعات عاليا، منشدين: معهد العلم المفدّى دم بعز وسلام، انطلقوا إلى ما لا يعلمون، آملين بمستقبل ناجح في بلد قلت فرص العمل فيه.
قال براء العلي، خريج الامتياز العالي من كلية التجارة والاقتصاد: بعد سبعة أعوام من الدراسة، أخيراً تخرجت، وتابع وقد بدت بعينيه ابتسامة: المستقبل أتى، وانتهت متاعب الدراسة، لكن، 'الدور على اللي يلاقي شغل'، ثم ذهب للاحتفال مع عائلته القادمة من طولكرم.
في فلسطين عشر جامعات، تخرج في كل عام ما يقارب 40 ألف طالبة وطالب، وليس في سوق العمل الفلسطيني من متسع إلا لـ 15-18 ألف خريج سنويا، أما في موازنة السلطة الوطنية 2010، فتوجد مساحة لتوظيف ثلاثة آلاف فقط، بحسب وزير العمل أحمد مجدلاني.
وعبر خريج علم الاجتماع عمر قسيس عن همّ معظم الطلبة حين أكد على أهمية التدريب العملي خلال المرحلة الجامعية لترفع من كفاءة الخريجين وتزيد من فرصهم لإيجاد الوظائف في المؤسسات التي يتدربون فيها أو على الأقل اكتساب الخبرة اللازمة لإيجاد وظائف، الأمر الذي اتفق مع ما قاله نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عدنان يحيى حين أكد على أهمية 'ربط النشاط التدريسي بالبحث العلمي وتنمية مهارات الطلبة بما يمكنهم من التعامل مع  التطورات الحثيثة في التكنولوجيا والتغييرات في سوق العمل، وتعزيز وزيادة البرامج المعروضة بما يتناسب مع احتياجات المجتمع والسوق'.
وقال طالب، فضل عدم ذكر اسمه، إن المؤسسات التعليمية تعنى بتطوير برامجها، وتوسيعها دون دراسة حجم سوق العمل واحتياجاته ما يجعل أعداد خريجي التخصصات المختلفة لا تلائم سوق العمل، ما يسهم في ارتفاع معدلات البطالة لدى حملة شهادات تخصصات معينة، حيث يكون عددهم كبير لا يتسع له السوق.
وذكر مشكلة ضعف اللغات لدى خريجي العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع وعلم الإنسان والتاريخ وغيرها، بينما المؤسسات العاملة في هذه المجالات تتطلب إجادة اللغة الانجليزية بطلاقة، فلا يستطيعون إيجاد وظائف، وأضاف: إن إيجاد عمل شريف غير مرتبط بأي جهة أو دعم أجنبي أمر نادر، أنا آمل أن تكون هناك فرصة لي في هذا السوق المليء بالمصاعب.
وكان رئيس الوزراء د. سلام فياض، قال في حديث إذاعي الشهر الفائت، أفرده للحديث عن العملية التعليمية ومخرجاتها ومدى انسجامها مع الاحتياجات العامة للمجتمع الفلسطيني إن 'الخطة الخمسية لتطوير قطاع التعليم والخطط الفرعية المنبثقة عنها وخطة التدريب والتأهيل والاهتمام بجودة التعليم، هي ركائز أساسية يمكن البناء عليها لتحقيق انطلاقة نوعية تنسجم مع احتياجات ومتطلبات الواقع الفلسطيني ومعطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية الذي تحتاج إلى مواكبة وتحديث مستمرين، إضافة إلى تطوير قدرة السوق الفلسطينية على استيعاب الخريجين للحد من البطالة ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطهم ومساهمتهم في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه'.
ومع ذلك فإن التميز هو العنصر الأكثر أهمية لإيجاد عمل، فقد وجدت خريجة الهندسة المدنية شادية جرادات عملا في مدينة الروابي، لمعرفتها الجيدة ببرنامج BIM المختص بهندسة المباني، والذي بنت عليه مشروع تخرجها، ولا يعرف استخدامه إلا فريقها المكون من 5 أشخاص من دفعة الهندسة المدنية لهذا العام المكونة من 35 خريجا.
وهذا لا يكفي، فشهادة البكالوريوس ليست مؤهلا كافيا لنيل عمل جيد، فالخبرة إضافة إلى المهارات المتميزة لا بد منها، وهي من شروط التقدم لأي وظيفة، وهي شرط أساسي موجود صراحة في جميع إعلانات الوظائف؛ شرط لا يتوفر لدى الخريجين الجدد، وشرط يفسر وصول نسبة البطالة إلى 27.9% في العام الماضي، بحسب جهاز الإحصاء المركزي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق