السبت، يونيو 05، 2010

اسرائيل الضحية .... الى متى؟بقلم عصام ابو بكر

اسرائيل الضحية .... الى متى؟بقلم عصام ابو بكر
05/06/2010 


اسرائيل الضحية .... الى متى؟
لم تعد الاكاذيب تنطلي على احد يحمل فوق كتفيه راس فيه عقل يفكر في انحاء المعمورة وهو يرى الصورة الحقيقية لما جرى من اقتحام لاسطول الحرية الذي يضم نشطاء سلام ونقابيين واعضاء برلمانات من دول مختلفة الذين جاءوا الى قطاع غزة برسالة سلام وبمعدات طبية وادوية ولوازم حياتية اخرى بعد ان تحول القطاع الى اكبر سجن في العالم بفعل الحصار الاسرائيلي الظالم المفروض منذ اكثر من ثلاثة سنوات.
"اسرائيل الضحية" هذه الكذبة الكبيرة التي طالما كانت ماكنة الاعلام في اسرائيل ومؤسساتها بالخارج التي تمثل اذرع ايصال المعلومة للخارج ببث صورتها كضحية للارهاب تكشف حين هاجم جنودها من النخبة المختارة في سلاح البحرية وفرق الكوماندوز المدنيين العزل بقصد القتل ولا شيء غير القتل, وبمعزل عن الروايات التي يجري تناقلها حول امكانية تفادي حدوث ما حدث وتقليل نسبة الخسائر او غيرها من التفسيرات والتبريرات التي تاتي في سياق تبرأة اسرائيل من جرمها المشهود, فان ما حدث وتسلسل الاحداث لحظة اتخاذ هذا القرار وحتى لحظة التنفيذ الفعلي ببدء الهجوم على السفن يؤكد ان المستوى السياسي رئيس الوزراء ووزير جيشه باراك هم من يقف وراء هذه الجريمة باعطاء الاوامر بشكل مباشر ( لاحباط) محاولة الوصول الى غزة مهما كلف الثمن, غير مكترثين بردود الفعل الدولية او العربية بطبيعة الحال وهو ما يؤكد النية المبيتة لتنفيذ مجزرة واقتراف عمل ارهابي يدرك من اتخذ القرار لتنفيذه( الزوبعه) التي سيثيرها والتي سرعان ما تخبو بعد عدة ايام, لكن هذه المرة ستكون مختلفة بعض الشيء سواء من حيث التعاطف الدولي مع المتضامنين وحجم الاستياء من هذا العمل حتى من جهات مقربة من اسرائيل, وصولا للمطالبات الدولية بمحاكمة مجرمي الحرب فيها لينالوا عقابهم الذي يستحقون.
العملية بكل تفاصيلها والدعوات وردود الفعل المتفاوتة دوليا على المستويات الشعبية والرسمية سيكون لها تداعيات على مستوى المنطقة خلال السنوات القادمة ربما ترسم في اطارها سيناريوهات عديدة ليس اقلها رفع الحصار الجائر عن القطاع وليس اقصاها استمرار تدفق السفن والقوافل البحرية بهدف كسر هذا الحصار, فنزويلا وغيرها من الدول ابدت استعداد لتسيير قوافل سفن جديدة لكسر الحصار, وسيناريوهات اخرى قد تصل  في نهاية المطاف الى فرض عقوبات ومقاطعة اسرائيل كما حدث مع نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا.
العبرة الاساسية من هذه العملية هي ان العالم بات يدرك اكثر من اي وقت مضى مدى الحاجة الى حماية الانسانية وليس الشعب الفلسطيني من النزعات الهستيرية الحاقدة في اسرائيل, والاكاذيب لم تعد مياه المتوسط القانية قادرة على تغطية الحقيقة, فالروايات تسقط تباعا من رواية مقاومة من كان على متن السفينة للجنود, الى حمل جنود الاحتلال الى اسلحة "بلاستيكية" الى مهاجمة سفن ارهابيين, كلها روايات هشة لا قيمة لها امام ما حدث فحتى لو لم تصل السفن الا ان رسالتها وصلت للعالم وكشفت الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال, الدعوات من وزير الحرب السابق موشيه ارينز الى فرض الجنسية والسيادة الاسرائيلية على "المناطق" وتصاعد الحملة على عرب الداخل الفلسطيني حتى وصلت الى فحص امكانية فرض الحبس المنزلي على من شاركوا في الاسطول ونزع الجنسية عن اعضاء الكنيست والصخب الذي رافق جلستها ومحاولة الاعتداء على النواب العرب كلها تجليات لحالة تغذيها احقاد دفينة وليست صيحات ناتجة عن ردة فعل في لحظة غضب, بل هي مدرسة العنصرية والكراهية الواصلة الى تخوم الاستعلاء الاثني عن غير اليهود مهما كانوا لونا وجنسا ودينا.
احد اقطاب حزب المفدال يندب ويصرخ ويعبر عن ندمه ان الجنود عادوا دون اغراق السفن ومن عليها في تصريحات رسمية على شاشات التلفاز, هذه هي الحقيقة, ايديولوجيا تغذي احقاد اساطير الماضي والسؤال الدائم في الخوف من المستقبل.؟؟؟؟؟؟
اما ان الاوان للعالم ان يصحو من السبات !!!! وكم مجزرة سترتكب على ايدي هؤلاء حتى يدرك العالم ان في اسرائيل "الضحية" "وطن الديمقراطية" وقبلة التعددية نظاما يرعى ويعيش فقط على حب القتل لمجرد القتل ارواح الناس تسلية لعبة صيد يمارسها جنود قد تدربوا على هذه الهواية منذ الصغر, فاسرائيل في حقيقة داخلها تخشى السلام اكثر مما تخشى الحرب!!!
"صورة الضحية" سقطت ليس منذ الان ولكن المختلف هذه المرة ان الضحايا لم يكونوا من ابناء الشعب الفلسطيني فقط كما جرت العادة في معظم الاحيان لتعم المجزرة لاكثر من اربعين دولة في تحدي صارخ للقيم الانسانية والمواثيق الدولية, يجب ان لا يتوقف التدفق البشري الهادر في بركان الشجب والاستنكار على امتداد الكرة الارضية, الاهم الان هو بنتائج ملموسة حقيقية اولها رفع الحصار عن القطاع بشكل فوري!!! وثانيا تقديم هؤلاء القتلة الى محاكم العدل الدولية, اسرائيل يجب ان لا تفلت من العقاب هذه المرة, اسرائيل يجب ان تدفع الثمن بارادة دولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق