الاثنين، مايو 10، 2010

اللي ما يشتري يتفرج: ماذا يفعل الرجال بالمنازل دون عمل؟




اللي ما يشتري يتفرج: ماذا يفعل الرجال بالمنازل دون عمل؟

غزة-خاص معا- كأنهم لا يطيقون ذبابة فوق انوفهم حتى يشتعل البيت وتصيح المرأة هاربة من أكواب وأطباق ترمى هنا وهناك، لا مبالغة بالقول :" أن أكثر من مائة ألف موظف وعامل قاعدون بالمنازل منذ أعوام بفعل الحصار والانقسام بعضهم مصاب بمرض وكثيرون أصبحوا متوحدين مع اجهزة الكمبيوتر والتلفاز ".

فمن الذي اتخذ قراراً بإبطال مفعول القوى العاملة في قطاع غزة وأقعد الرجال بالمنازل مع ضمان صرف الراتب، هم يشبهون أنفسهم بالنساء – على اعتبار أن البيت مكان المرأة لتربي أطفالها، ولكن الحصار الانقسام السياسي قلبا الآية في قطاع غزة وأجلسا الرجل إلى جانب زوجته وأمام جهاز الكمبيوتر وسلب عقله الذي يفكر ليل نهار متسائلا " من فعل بي هذا"؟

في شارع الجلاء كان هذا الرجل يصرخ في جهازه الخليوي قائلاً" جوزها نكد وبطلت متحملة العيشة معه وخليه يقابلنا بالمحكمة" المؤكد للجميع ان المحكمة مكاناً إما لعقد القران أو لفضه وفي هذه الحالة بالطبع المقابلة ستكون لتشتيت أسرة وفك رابطها وبالتالي تدمير للمجتمع على مراحل.

لا أحد يضرب هذا الناقوس، الأسبوع الماضي شهد ست حالات طلاق في أحد أحياء تل السلطان برفح، والسؤال لماذا؟ ترامى إلى معا ان إحدى الزوجات حديثات السن قامت لترقص على انغام أغنية لترفيه حالتها النفسية الصعبة، فما كان من زوجها " المعصب" إلا بإشباعها ضرباً كما لو انه يضرب " أتان" زوجة الحمار أعزكم الله.

هم يشتكون:" أصبحنا كالنساء لا عمل لنا وطاقتنا تهدر يوما بعد يوم والأمراض تتوالى علينا" أما زوجاتهم ومن يعايشنهم من نساء بالمنزل فقد أصبحن كبش الفداء تفرغ فيهن طاقة هؤلاء الرجال المهدرة وصوت الناس صار بالشارع " اللي ما يشتري يتفرج".

بعضهم استغل وقته الفراغ فقام بالالتحاق بالجامعات ونال شهادة جامعية أو لازال يدرس وبعضهم حاول اشغال وقته بالبحث عن مصدر رزق آخر.

معا اذ تدق ناقوس الخطر لتقول للسياسيين " كفى انقساما ودعوا الرجال يعودون للعمل وأتيحوا المجال لآخرين" فهي تحاول الاطلاع على ما يجري في مجتمع مخنوق محاصر لا تزيد مساحته عن 360 كيلو متر مربع ويوما بعد يوم يتزايد عدد قاطنيه.

مواطن مستنكف عن العمل قال ان صديقه الذي لم يكن على علاقة جيدة مع جهاز الكمبيوتر اصبح منذ أشهر قليلة ملازما له وعلى الدوام لا يفرغ من التعارف على سيدة حتى يتصادق مع أخرى وهو لا يجد وقتا لأطفاله الخمسة وزوجته التي كانت تحبه أصبحت لا تطيقه ودوما على خلاف معه.

توجهنا إلى خبيرة بالقضايا الأسرية د. فتحية اللولو من غزة التي قالت أن الرادع الديني والقيمي والأخلاقي يجب أن يحكم الرجل في منزله وان يراعي ربه واسرته وان يجد لوقت الفراغ مجال آخر المشاركة في النشاط الرياضي او المجتمعي.

وحسب اللولو فإن الحصار والانقسام فاقما الخلافات الأسرية لدى الرجل الذي لا يشعر بأنه منتج منذ سنوات وانه لا قيمة له في مجتمعه ولا يحقق أي هدف على مدى أعوام وبذلك هو يحاول تفريغ طاقته فلا يجد سوى الزوجة والأبناء، وتؤكد بان الحصار والوضع السياسي والانقسام وضعته جميعا تحت ضغط نفسي يشعر به عدم قدرته على التوافق مع حاجيات أسرته وعنوان مرحلته انه أصبخح " إنسان على الهامش".

وترى اللولو أن المشاكل الأسرية تتفاقم حين يكون الرجل بلا عمل وتكون الزوجة مضطرة للخروج إلى عملها فهنا تنقلب الآية ويأخذ هو دور الزوجة أو كمال يقول أحد الأزواج :" انا المرة وهي الرجال".

قالت أن طالبة جامعية متزوجة اشتكت من توحد زوجها مع جهاز الكمبيوتر وهنا تؤكد الخبيرة المجتمعية على ضرورة أن يتنبه المسئولون لمجتمعهم الذي بدأ يفقد روابطه مشيرة إلى ان هناك وجوباً لطرق ناقوس الخطر من باب التنبيه وليس التهويل ومشددة على أن الرادع الديني هو ما يمكن ان يتحكم بتصرفات وسلوك هؤلاء الرجال.

فهل أصبح الرجل المستنكف عن العمل يباشر علاقاته عبر الانترنت، يقول د. حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي ورئيس المحكمة العليا الشرعية انه لا يجب التهويل والقول بأن المحاكم أصبحت تضج بحالات الطلاق ولكنه بنفس الوقت يؤكد ان هناك خلافات أسرية بعضها وصل إلى حد الطلاق كون الشجار الأسري لم يستطع الشريكان السيطرة عليه.

وعلى حد الجوجو فإن هناك ظاهرة سلبية بفعل البطالة داخل المجتمع الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة وانها تؤثر بشكل كبير على الأسرة والأبناء وان هناك خلافات على فراش الزوجية كون هؤلاء العاطلين عن العمل اصبحوا ملازمين إما للفضائيات أو لجهاز الكمبيوتر وعالم الانترنت الواسع.

ويعتقد رئيس المحكمة العليا ان البطالة أكثر الأسباب لهذه الخلافات الأسرية ويرى بأنه إذا كان لابد من الجلوس بالمنازل فإنه يجب استغلال الوقت استغلالا ايجابيا بالخير لا بالشر انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" نعمتان مغبون بهما كثير من الناس" الصحة والفراغ" وانه على الانسان ان يوزع وقته لنفسه ولأهله واسرته، كأن يأخذ أسرته في نزهة قصيرة وألا يستسلم للفراغ فيقتله ويجعل حياته نمطا واحدا باعثاُ على السأم والضجر والضيق.

وفيما اذا كان الانقسام واستنكاف قرابة 70 الف موظف مدني وعسكري عن العمل سببا في هذه الخلافات الأسرية وحالات الطلاق قال:" إذا كان مستنكف ويريد أن يشغل وقته فلم لا يعود للعمل" مشيرا الى ان مفردات الحياة كثيرة ويمكن الانتفاع بعدة وسائل لشغل الوقت كالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة بالمساجد وقراءة القرآن ومذاكرة الدروس مع الأبناء وغيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق