الأربعاء، يناير 20، 2010

اتهامات لاسرائيل بفتح سدود حجب مياه الامطار بدون سابق انذار




شردت سيول جارفة عشرات الأسر الفلسطينية التي تقطن في مناطق المغراقة وجحر الديك ووادي غزة وسط القطاع، بعد ان غمرت منازلهم، وحمل المسؤولون في غزة المسؤولية لاسرائيل، وقالوا انها فتحت احد سدود حجب مياه الامطار المقامة على حدود القطاع بشكل مفاجئ.وافاد مسؤولون انهم تمكنوا من السيطرة على الكارثة، التي حلت بسكان قرية المغراقة، لكنهم اعلنوا حالة الطوارئ، وقال يوسف المنسي وزير الاشغال في الحكومة المقالة التي تديرها حماس انه تم اعلان حالة الطوارئ في صفوف الطواقم العاملة في وزارة الاشغال بعد قيام الاحتلال بفتح سد وادي غزة، معربا عن استنكاره للخطوة الاسرائيلية.ووجه احمد الكرد وزير الشؤون الاجتماعية نداء الى المجتمع الدولي للمساهمة في انقاذ المنطقة المنكوبة.وحملت مراكز حقوقية اسرائيل مسؤولية الاحداث، واتهمتها بفتح السدود دون تحذير مسبق.ومنذ ليل الاثنين اضطرت عشرات الاسر الفلسطينية الى ترك منازلها واصبحت بلا مأوى، بعد ان غرقت من شدة سيول الامطار الغزيرة، التي وصل ارتفاعها لاكثر من ثلاثة امتار في تلك المنطقة المنخفضة.وطوال ساعات الليل عملت طواقم المسعفين والدفاع المدني التي حضرت على الفور للمكان على اخلاء الأسر المحاصرة بالسيول داخل المنازل.وتمت الاستعانة بفرق من الشرطة البحرية التي عملت على اخلاء السكان باستخدام قوارب صغيرة، وتم فتح احدى المدارس القريبة من المكان كمركز ايواء للمشردين الذين غمرت منازلهم.واسفرت تلك السيول عن اصابة تسعة مواطنين، جرى اخلاؤهم لأحد المشافي القريبة، واضطر غالبية السكان الى قضاء ليل الاثنين في العراء، رغم انخفاض درجات الحرارة، لمراقبة ما يحدث لمنازلهم.واصيب سكان المنطقة بصدمات وحالات هلع شديدة، بسبب هول الموقف الذي لم تعتد غالبيتهم عليه من قبل، وصرخ عدد من السكان خلال اتصالات اجرتها اذاعات محلية معهم لحظة وقوع الكارثة، مطالبين بانقاذهم من خطر الموت.وقال سكان من المنطقة ان السيول ادت ايضا الى نفوق المئات من رؤوس الماشية التي يربيها سكان المنطقة.واعلن محمد عوض الامين العام لمجلس الوزراء في الحكومة المقالة انه تقرر تقديم مساعدة عاجلة للأسر المتضررة، لافتا الى ان الحكومة باشرت في حصر الاضرار وستقدم تعويضا للمواطنين.يذكر ان عددا كبيرا من السكان اقدموا خلال السنوات القليلة الماضية على تشييد منازلهم في المناطق القريبة من وادي غزة، بعد ان وضعت اسرائيل سدود لحجب المياه.وأدى انهيار المياه الى اغلاق اثنين من الطرق الثلاثة التي تربط شمال القطاع بجنوبه، ما احدث ازمة مرور على طول الطريق الساحلي الذي ظل يعمل. واتهم يوسف ابو هويشل رئيس بلدية المغراقة اسرائيل بفتح سدود المياه التي اقامتها لحجز مياه الامطار بشكل مفاجئ، وبدون سابق انذار، لافتا الى ان الامر ادى الى اغراق 50 منزلا على الاقل، نتيجة ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير.وذكر ان طواقم البلدية والدفاع المدني لا تزال تعمل على اخلاء المواطنين من المنطقة 'تحسبًا لمزيد من التطورات'، وذكر انه تم اخلاء نحو الف مواطن من القاطنين في منازل تبعد حتى 500 متر من الوادي.وحمل رئيس البلدية اسرائيل مسؤولية ما اسماه 'الغرق الجماعي'، مؤكدا ان اقدام الاحتلال على فتح السدود بهذا الشكل دون ابلاغ الجهات الفلسطينية 'يؤكد تعمد الاحتلال الحاق الاضرار بالسكان'.وفاجأت عملية تدفق مياه السيول السكان الذين لم يعتادوا عليها منذ سنين، بسبب وضع اسرائيل سد كبير داخل حدودها القريبة من قطاع غزة، لمنع وصول مياه الامطار الى القطاع، حيث تستغل اسرائيل هذه المياه في عمليات ري المحاصيل الزراعية.ولا تزال برك المياه الكبيرة تغطي مساحات واسعة من منطقة المغراقة ووادي غزة، التي غمرتها السيول، وادت الى جانب تشريد السكان لتدمير دونمات زراعية.وحذر محمد الاغا وزير الزراعة في الحكومة المقالة من حدوث 'كارثة انسانية'، في المناطق التي غمرتها السيول، وقال 'ان مواصلة تدفق المياه الى وادي غزة تعني ان حياة المواطنين مهددة بالخطر حيث هناك منازل واراض زراعية وحظائر لتربية الماشية غمرتها المياه بشكل كامل'.وكان وادي غزة الذي تتدفق فيه مياه امطار الشتاء يفيض في اوقات سابقة، قبل السد الاسرائيلي، الامر الذي كان يؤدي الى اغراق منطقة المغراقة، التي لم تكن منطقة سكنية في ذلك الوقت.وقال سكان يقطنون المنطقة منذ وقت طويل ان آخر مرة وقع فيها مثل هذا الحادث كانت قبل نحو عشرين عاما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق