الخميس، يناير 07، 2010

أهلا ب "صوت العامل بقلم عاطف سعد




سعدت أيما سعادة بأعادة صدور صحيفة "صوت العامل" بعد غياب طال. ويأتي صدور الجريدة ليرفع من جديد صوت نقابات العمال المنضوية في اطار الأتحاد العام لنقابات عمال فلسطين . ونامل ان يجد صوت النقابات صدى في اوساط العمال الفلسطينيين ليجعل من الجريدة أداة ضغط وتأثير وتوعية عمالية . ونأمل أن تصل للعمال والعاملات وأن نتأكد من وصولها لهم وأن نحظى بتغذية راجعة من العمال ونعرف منهم أنها أصبحت جريدتهم التي لا يخجلون من حملها أو اعادة توزيعها على أصدقاء جدد يصيروا أعضاء نقابيين لاحقا.
ويأتي العدد الجديد ليسلط الضوء على صور جيدة و قضايا وعناوين لا نجد معالجات لها في الصحافة المحلية المكتوبة المحلية أو وسائل الأعلام المحلي المسموعة والمرئية.
ومن هذه العناوين :
كيفية العمل المشترك لمعالجة ملف عمل 35 ألف عامل في المستوطنات اليهودية" ، "تحصيل مستحقات عمالية ومالية لألوف العاملين في الضفة واسرائيل "، "قانون العمل يحفظ حقوق العاملات وأصحاب العمل ينكرونها"، " ومن يوميات كادحة تبيع الخضراوات "، و "لماذا وكيف ضاع قانون الحماية الأجتماعية ؟" و" دور سماسرة العمل في سرقة واستغلال العمال بدون حسيب أو رقيب!"و "عمال قطاع غزة بين انتظار المصالحة والموت في دهاليز الأنفاق؟".
لقد صدر العدد الأول لصحيفة صوت العامل النقابية والعمالية في ايار 1994. واستمر صدورها بانتظام وأحيانا بشكل متقطع مرة كل شهر أو شهرين .بدأت بتوزيع متواضع في الضفة الغربية وقطاع غزة وصل 5000 عدد ثم 10000 عدد. وعندما توقفت عن الصدور في عام 2003 ،بسبب معوقات مالية ، بلغ عدد النسخ الموزعة في الضفى الغربية وقطاع غزة 25000 عدد تم توزيعها بواسطة شبكة توزيع صحيفة الايام .
ياتي صدور "صوت العامل" كبشرى طيبة في مطلع السنة الجديدة 2010 ليملأ فراغا كبيرا في الأعلام المحلي المقصر جدا في عرض هموم وشجون وأحلام العاملين بأجر.هذا الأعلام الذي يحتل فيه الأعلان التجاري مساحات كبيرة جدا فيما هموم و قضايا العمال والكادحين والعاملين بأجر تغيب عنه أو تهمّش الى حد كبير .
ونحن هنا لا ندّع ما نقول.
واليكم بعض الأدلة .
فبعد رصد خمسةأعداد من صحيفة يومية واسعة الأنتشار(نشرت في ايلول 2009 ) ، ظهر لنا 926 عنوانا غطت مواضيع أخبارية وثقافية ورياضية.وبلغ عدد العناوين المتعلقة بالعمال ونقاباتهم خمسة عناوين فقط . والمثير في رصدنا العشوائي لعناوين الصحيفة اياها ، اتضح من حجم الأعلانات الكبير ، حيث غطت الأعداد الخمسة 1152 عنوانا /لأعلانات مدفوعة الأجر . ومن بين العناوين صفحات كاملة و ملونة تروج سلعا استهلاكية لشركات كبيرة . ويتراوح سعر الأعلان المدفوع عن صفحة واحدة ولمرة واحدة من 30000-40000 شيكل أي ما يترواح ما بين 8000-10666 دولار أمريكي .
مثل هذه الصحف من تضع في سلّم أولوياتها : من يعمل بأجر أم من يدفع الأجر؟
وصوت العمال في الاذاعات المحلية خافت جدا ، نسمعه يهمس أحيانا ونسمعه مادة للنكتة والمسخرة في أحايين كثيرة .يكفي للمتلقي أن يسمع برنامجا صباحيا واحدا ليحكم بنفسه اين هم العمال من اهتمامات معد أو معدة البرنامج الأذاعي الصباحي. وبالطبع لا نلوم الأذاعات المحلية التي تعتاش على مثل هذه الأعلانات. والمضحك المبكي أن عددها يزيد عن ال80 أذاعة يعمل معظمها بدون تراخيص رسمية ،و تتنافس على فتات الأعلانات .
أما التلفزيون الوطني فرسالته الأعلامية عن العمال والكادحين متواضعة جدا وتطرق قضايا تصنف في دائرة العلاقات العامة أكثر مما يمكن تصنيفها في خدمة حقوق العاملين.
وبالطبع لا نعول كثيرا لرفع صوت العمال ، على أعضاء المجلس التشريعي ، فهؤلاء غيّبوا دورهم الرقابي والنقدي في كل ما يتعلق بقضايا المجتمع المدني الفلسطيني .
ما أشرت اليه أعلاه ينطبق عليه مثل "غيض من فيض" طغيان الأعلان التجاري أو بعبارة غير خجولة "طغيان الحصول على المال" أو بعبارة "حكّلي تا حكّلك" الأكثر شيوعا هذه الايام الأمر الذي ربما يفسر لنا سبب أو أسباب تجاهل عرض قضايا العمال ونقاباتهم في وسائل الأعلام المحلية .
ان العمال الفلسطينييون الذين يزيد عددهم في سوق العمل الفلسطينية عن 650000 عامل وعاملة يحتاجون الى صحافة ترفع صوتهم وتدافع عن حقوقهم. وكان على العمال أن يظفروا لأنفسهم بتلك الحقوق التي ظفرت بها كبريات شركات القطاع الخاص الفلسطيني وأصحاب الثروة الذين اغتنوا بعد مجيئ السلطة الفلسطينية والذين لا يرغبون بأن يكون للعمال خطاب أعلامي مؤثر أو منظمات نقابية قوية تحمي حقوق هؤلاء" الجنود المجهولين" في ملحمة بناء اقتصاد الوطن ومؤسساته ، واللذين كانوا قبل ذلك جنودا مجهولين في الأنتفاضات السابقة ،كي لا تتقلص مساحات أرباحهم.
في هذا السياق ، أفهم ، وآمل أن يكون فهمي صائبا" ، أن اعادة صدور "صوت العامل " تطلق رسالة مفادها أن النقابات العمالية وما تمثله من دفاع عن مصالح وحقوق العاملين تعيد أخذ زمام المبادرة في رفع صوت العمال .العاملون بأجر والمتبطلون عن العمل. هؤلاء العاملون هم الذين يبنون بصمت من عرقهم وكدحهم ما يتباهى به السياسيون .وهم من يعتاشون بكرامة من مداخيل صنعتها سواعدهم و عقولهم . فمرحى للمبادرة الأعلامية الهامة التي اطلقها الأتحاد العام لنقابات عمال فلسطين. وتحية لجهود الدائرة الأعلامية ومراسليها ومتطوعيها على صوت العامل وهي تصدر بحلتها الجديدة لتكون هدية جميلة للعام الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق