الثلاثاء، فبراير 02، 2010

حقيقة الاستيطان ... ....

بقلم : سميح شبيب
أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته لبعض مستوطنات الضفة الغربية، ومنها مستوطنة "أريئيل" رسائل عديدة، كان بعضها إسرائيلياً داخلياً، وبعضها الآخر إقليمياً ودولياً.تقصّد نتنياهو، أن يقوم بحركة مسرحية مصوّرة، عندما قام بزرع شجرة معمّرة، ليقول: إننا باقون هنا ولن نرحل! وصرّح إثر ذلك، بأن المستوطنات في الضفة أصبحت أمراً واقعاً، وهناك ميلٌ دولي لقبولها والتعاطي معها. لعلّ من نافلة القول، إن تحرك نتنياهو هذا، جاء في سياق جهود أميركية، يقوم بها المبعوث جورج ميتشل وترمي إلى جَسر الهوّة بين الموقفين الفلسطيني ــ الإسرائيلي. كما وأنها تأتي في ظلّ الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات، في ظل استمرار الاستيطان وتناميه.لعلّه من الواضح الجلّي، أن تحرك نتنياهو وبهذا الشكل، يأتي لتحقيق جملة أهداف بضربة واحدة:ü هو يريد تقوية نفوذه داخل الإطار الرسمي والشعبي الإسرائيلي على حدّ سواء، عَبر تأكيد الاستيطان وتوسيعه.ü وهو يعمل على إفشال جهود المبعوث الأميركي، بل ودفعه نحو الاستقالة، ذلك أن ميتشل لم يكن مرحّباً به إسرائيلياً، عند تعيينه مبعوثاً رسمياً للشرق الأوسط، نتيجة مواقفه من الاستيطان وتقريره الشهير بهذا الشأن عام 2002.ü ويريد نتنياهو أن يقول للولايات المتحدة، إن الموقف الإسرائيلي، الثابت والأكيد، هو استمرار الاستيطان وتنميته، لا وقفه.ü كما ويرمي نتنياهو، من وراء تحركه الأخير، أن يقول للأوروبيين، إن الاستيطان معطى موضوعي غير قابل للتغيير، وبأن جهودهم المضادة للاستيطان لن يُكتب لها النجاح.ü ولعلّ الأخطر في الموضوع، هو توجيه رسالة واضحة، لا لبس فيها ولا إبهام، للفلسطينيين، وللسلطة الفلسطينية، خاصة أن المراهنة على تغيير الموقف الإسرائيلي، هي أمر غير وارد عملياً، وأن الجدار الإسرائيلي شأن الاستيطان، هو جدار جدي وفولاذي، ولا أمل في تغييره، خاصة من الداخل الإسرائيلي.ما يقوم به نتنياهو، يلقى قبولاً واسعاً داخل إسرائيل، ليس من الأحزاب الدينية والمستوطنين فحسب، بل إن سياساته بهذا الشأن، باتت مقبولة من الأحزاب كافة تقريباً.. بل ولها تأثيراتها السحرية على حزبي "كاديما" و"العمل". حزب "كاديما" بات مهيئاً للانشقاق، وعودة قسم منه إلى "الليكود".علينا كفلسطينيين، أن نرى صورة الوضع الإسرائيلي كما هي، دون أوهام، وبالتالي التعاطي الجدي، مع الحقائق الإسرائيلية، وفي مقدمتها: الاستيطان ومخاطره المستقبلية وتهويد القدس.ماذا نحن فاعلون؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق